تطور تعليم اللغة العربية والحاجة إلى المدرسين المؤهلين في جزيرة مادورا اعداد : نور الهادي (Nurul Hadi) الجامعة الإسلامية الحكومية باميكاسان
إن تعليم اللغة العربية في جزيرة مادورا قد جرى زمنا طويلا، هناك تطورات مهمة في تعليم اللغة العربية شكلا وطريقة. فالتطور الشكلي يظهر من شيوع التعليم على وجه خاص في المعاهد الإسلامية الذي كان في البداية يتبع اتجاه التعليم القديم. وأما التطور في ناحية طرق التعليم فيبدو ظهيرا كذلك في المعاهد والمدارس الإسلامية بوجود التنوعات في عملية التعليم والمحاولات المستمرة في متابعة الاتجاهات الحديثة في تعليم اللغة العربية.
تعليم اللغة العربية في جزيرة مادورا لقد بدأ تعليم اللغة العربية في مجتمع مادورا قديما جدا، وهو جزء لايتجزء بعملية الدعوة الاسلامية منذ دخولها في الجزيرة كما كان ينتشر في جزيرة الجاوة عموما (Effendy 2005). وبعد مرور من الزمن زادت الحاجة الى اللغة العربية بارتفاع درجتها في المستوى الدولي. لقد استخدمت اللغة العربية كلغة رسمية للدولة أكثر من أربع وعشرين دولة اسلامية في العالم ثم اعترفها هيئة الأمم المتحدة أنها من اللغة العالمية الرسمية وأعلنت بها القرار تاريخ 18 ديسمبير 1973 م
الأثار وأقوال العلماء فيما يتعلق باللغة العربية قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: (( تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم )) ( ابن أبي شيبة، 13/165 رقم 26164). لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) ( رواه البخاري ومسلم )
قال الثعالبي : (( من أحب َّ الله تعالى أحب رسولَه، ومن أحبّ رسوله العربيّ أحبّ العرب، ومن أحبّ العرب أحبّ العربيّة، ومن أحبّ العربيّة عني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها )). قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله : (( إنّ اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ باللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب )).
قال الدكتور عبد الحميد إبراهيم : (( الاسلام يمثل الحافز الديني للأمة الاسلامية، واللغة العربية تمثل الأداة للحضارة الإسلامية. ولقد امتزج هذان الشيئان امتزاجا كبيرا بحيث لا يستغني أحدهما عن الآخر، فالإسلام لا يستغني عن اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم، واللغة العربية لا تستغني عن الإسلام؛ لأنه هو الذي أوجدها وحفظها وحولها من لهجة بدوية إلى اللغة العالمية )).
شكل تعليم اللغة العربية في مادورا واتجاهات تعليم اللغة العربية في جزيرة مادورا بدأ بشكله القديم حيث ابتدأ التعليم بمدخل التلقي والهدف منه معرفة الرموز العربية والقدرة على قراءتها. ثم تطور التعليم بمدخل القواعد والترجمة بهدف معرفة النصوص العربية ومحاولة فهمها، ثم انتقل بعد ذلك الى تعليم اللغة العربية بمدخل الاتصالي الذي يهدف الى قدرة الدارس في ثلاث الكفايات المرجوة وهي الكفاية اللغوية والكفاية الاتصالية والكفاية الثقافية. وهذا المدخل الأخير هو أكثر ما طبقه المعاهد الإسلامية في الأونة الأخيرة.
المعاهد الاسلامية في مادورا وكان معهد برجان الإسلامي -- وعرف الآن بمعهد نزهة الطلاب الذي وقع في ناحية جمبلونج من محافظة سمبانج -- من أوائل المعاهد الموجودة في جزيرة مادورا، حيث أسس هذه المعهد العام 1702 مـ الذي أسسه كياهي عبد العلام وتطور حتى الآن. وله مدارس التعليم الرسمية التابعة للحكومة من المرحلة الإبتدائية إلى المرحلة الإعدادية وقد طور التربية الإسلامية بفتح الجامعة لعلوم التمريض والعلوم الإسلامية.
ثم بعد فترة، أسس كياهي إثبات بن اسحاق بعد ذلك معهد بانيوأنيار الإسلامي في السنة 1787 مـ. ووقع هذا المعهد في قرية بوتوئان الشمالية من ناحية بالنجائن في محافظة باميكاسان. وله تطور كبير منذ تأسيسه إلى الآن وشاع باسمه الجديد معهد دار العلوم بانيوأنيار الإسلامي. وله مدارس التعليم الرسمية التابعة للحكومة من الحضانة إلى المرحلة الإعدادية ويفتح الجامعة لعلوم اللغة العربية منذ السنة وانضم اليه جم كبير من الطلبة من شتى أنحاء الجزيرة وخارجها حيث بلغ عددهم ستة ألاف تقريبا لكل سنة دراسية.
ثم نشأ وازداد عدد المعاهد الاسلامية بجزيرة مادورا بعد فترة التأسيس إلى الآن ازديادا سريعا، فوجدنا عددا كبيرا لكل المحافظات – وريما بلغ عددها ألافا عديدة تقريبا - ولكن البيانات الرسمية عن دفتر المعاهد لكل المحافظةلم يكن منشورا عبر الشبكة الدولية إلا في محافظة سومينب، وذكر أن عدد المعاهد في تلك المحافظة 230 معهدا
وتابع من بعده بعض المعاهد الأخرى في التسعينات لتقوية التعليم في عدد من الطلبة بتهيئة مبنى مخصص للعربية فسمي هذا المبنى بمركز اللغة العربية (Hadi 2015). والذي يطبق مثل هذا النظام معهد منبع العلوم بتابتا باميكاسان ومعهد دارالعلوم بانيوأنيار باميكاسان ومعهد النقاية غلوءغلوء سومينب وغيرها.